للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحجة الصيد، وينزل على النهر [٢٠٨] ويجرّد العساكر وقبائل العرب إلى صيدا وبيروت، حتى يحصدوا غلات العدو، وما يبرح مكانه حتى يعودوا بجمالهم وأحمالهم، حتى خفّ زرع الفرنج.

ودخلت سنة خمس وسبعين (١) وخمسمائة، والسلطان مخيم بمنزلته.

[ذكر استيلاء الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب - رحمه الله - على مدينة حماة]

وكان برنس (٢) أنطاكية قد غدر وأغار على شيزر، وغدر القومص (٣) باطرابلس بجماعة من التركمان بعد الأمان، واقتضى رأى السلطان أن يرتب عمر ابن شاهنشاه بن أيوب بحماة، وأقطعه إياها، ورتّب في خدمته شمس الدين ابن المقدم وسيف الدين بن أحمد المشطوب، فكان في مقابلة صاحب أنطاكية ورتّب ناصر الدين محمد بن شيركوه بحمص في مقابلة القومص.

وكان ترتب الملك المظفر بحماة في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، فلم تزل بيده إلى أن توفى وهو محاصر ملازكرد في رمضان في سنة سبع وثمانين وخمسمائة، فرتب السلطان فيها ولده الملك المنصور ناصر الدين أبا المعالى محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، فملكها إلى أن توفى بها في ذى القعدة سنة سبع عشرة وستمائة، فملكها من بعده الملك الناصر صلاح الدين قلج أرسلان بن محمد، فحاصره الملك الكامل بن الملك العادل سنة ست وعشرين وستمائة، وأخذها منه، وملّكها


(١) الأصل: " وثمانين " وهو خطأ واضح.
(٢) هو: (Boemund or Bohemond II) .
(٣) عن اللقب انظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٧٣، هامش ١)، وعن اسمه انظر ما فات هنا ص ٢٩، هامش ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>