للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى ثالث ذى الحجة وصل عسكر من مصر ورجال مع أبى الهيجاء السمين، وتحول الفرنج إلى النطرون، فقوى السلطان اليزك فوقعوا على سرية للفرنج فغنموها، ووصل إلى القدس الشريف نيف وخمسون أسيرا.

ولما كان يوم عيد الأضحى واقع الأمير سابق الدين بن الداية - صاحب شيزر - الفرنج فاحتوى على عشرة من مقدميهم قتلا وأسرا، وتسلق الفرنج في الجبال، وتركوا خيلهم، فغنمها المسلمون، وبقى الفرنج في النطرون كالمحصورين [٣٩٢] وقطع المسلمون الطريق على تجارهم حتى أخذوا قافلة كبيرة بما فيها، وما قدروا على تخليصها، فرحلوا عائدين إلى الرملة لليلتين بقيتا من ذى الحجة.

وفى ذلك اليوم وصل خمسون رجلا من الموصل برسم قطع الصخور من الخندق (١)، وشرع السلطان في تحصين (٢) القدس وعمارة أسواره، وحفر خنادقه، وأرسل إلى البلاد في جمع رجال يقومون بهذه الأعمال، وعمل السلطان فيه بنفسه، بنقل الحجارة هو وأولاده وأجناده وأمراؤه، ومعهم القضاة والعلماء والفقهاء.

ذكر وفاة الملك المظفر تقى الدين عمر

ابن شاهنشاه بن أيوب

قد ذكرنا توجه الملك المظفر تقى الدين - رحمه الله - إلى البلاد التي زاده السلطان [إياها] (٣) وراء الفرات، فلما توجه إلى تلك البلاد امتدت يده إلى بلاد غيره، فاستولى على السويدا وحانى، وقصد بلاد خلاط، وكسر عسكر صاحبها سيف الدين


(١) النص في س أكثر وضوحا وهو: " وفى ذلك اليوم وصل من الموصل جماعة كبيرة من الحجارين برسم قطع الصخور من خندق القدس ".
(٢) الأصل: " تحسين "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>