وفى هذه السنة توجه القاضى بهاء الدين بن شداد من الملك الظاهر رسولا إلى عمه الملك العادل، فوصل إليه وهو بالديار المصرية.
وكان مضمون الرسالة استعطافه واسترضاءه، وأن يجدد له اليمين على بلاده، وخطب ابنته ضيفة (١) خاتون - شقيقة الملك الكامل - وكانت أعز بنات الملك العادل عليه، وخطبها منه جماعة من الملوك، فلم ينعم عليهم بتزويجها.
وكان الملك الظاهر قد طلبها من عمّه قبل ذلك لما ماتت زوجته أختها غازية خاتون، فلم يجب إلى ذلك.
فلما وصل القاضى بهاء الدين وخاطبه في ذلك، أجابه إليه ورضى عن الملك الظاهر، وجدّد اليمين له، وسمح له بتزوج ابنته ضيفة خاتون.
ورجع من عنده مكرما.
(١) ولدت ضيفة خاتون بنت الملك العادل في سنة ٥٨١ أو ٥٨٢ بقلعة حلب حين كان أبوها ملكا لحب، وكان عند أبيها ضيف فسماها ضيفة: انظر ترجمتها في: (الحنبلى: شفاء القلوب، ص ٨٨ ب).