للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال فخر الدين: «هو بعيد عنا».

فقال سيف الدين: «نطلبه من صرخد، (١) فيصل إلينا بسرعة (١)».

فشرع فخر الدين يمغلطه.

فقال سيف الدين: «نشاور القاضى الفاضل في ذلك».

ثم اجتمعا بالقاضى الفاضل، وعرّفاه صورة الحال، فأشار الملك الأفضل.

[هذا ما حكاه عز الدين بن الأثير]

وحكى غيره: أنه لما مات الملك العزيز اتفقت كلمة الأمراء على تنفيذ ما وصّى به الملك العزيز، وهو إقامة ابن الملك العزيز في الملك، وقيام بهاء الدين قراقوش بأتابكيته؛ فأجلسوا الملك لمنصور في مرتبة أبيه، وترتب بين يديه قراقوش، وحلفت الأمراء كلهم الملك المنصور، وامتنع عمّاه: الملك المؤيد، والملك المعز من الحلف (٢) إلا بشرط أن تكون الأتابكية لهما، وجرت بينهما منازعة ومشاققة كثيرة، وأجابا بعد ذلك إلى الحلف (٢)، وحلفا.

ثم وقع الاختلاف بين أمراء الدولة، (٢٦ ب) فقال قوم منهم: «لا بد لهذا الملك من رجل فحل مهيب يدبرّه، وقراقوش مضطرب الآراء، ضيق العطن، لا يصلح لهذا الأمر».

وقال قوم: «نرضى بهذا الخادم، فإنه أطوع وأسلس (٣) مقادة، ولا نحضر من يستطيل بسطوته (٤) وقدرته».


(١) هذه الجملة ساقطة من (ك).
(٢) س: «من الأيمان».
(٣) (س): «وأسوس».
(٤) هذا اللفظ ساقط من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>