للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهاب الدين محمود بن بورى (١) سلم حمص للأمير معين الدين أنر (٢) - مملوك جده طغتكين -، فلما كانت هذه السنة - سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة - توجه الأمير عماد الدين من الموصل إلى حمص، وحصرها، وقبل وصوله إليها نازلها حاجبه [٤٢] الأمير صلاح الدين محمد بن أيوب الياغيسيانى - صاحب حماة، وهو أكبر أمرائه -، وكان ذا مكر وحيل، أرسله عماد الدين (٣) ليتوصل مع من فيها ليسلموها إليه، فوصل إليها وفيها الأمير معين الدين أنر (٢) - وهو أكبر أمراء دمشق وإقطاعه حمص -، فلم ينفذ فيه مكره، ثم وصل عماد الدين فحصرها، وعاود معين الدين في تسليم البلد غير مرة، تارة بالوعد وتارة بالوعيد، فاحتج بأنها ملك شهاب الدين، وأنها بيده أمانة لا يسلمها إلا عن غلبة (٤)، فأقام عليها إلى العشرين من شوال، ثم رحل عنها من غير بلوغ غرض.

ذكر فتح قلعة بارين (٥) وكسر الفرنج - لعنهم الله -

ثم سار الأمير عماد الدين من حمص ونازل بارين - وهى للفرنج بالقرب من مدينة حماة -، وزحف إليها، فحشد الفرنج فارسهم وراجلهم، وساروا إلى عماد الدين


(١) هذه الفقرة السابقة لهذا الرقم كلها استطراد من ابن واصل لتفصيل هذه الحقبة من تاريخ حمص، وهو استطراد هام للغاية إذ لا يوجد له شبيه في كل المراجع التي تؤرخ لهذا العصر، وهذه ميزة لابن واصل ولكنا به فقد اعتاد أن يقف طويلا وأن يتحدث تفصيلا كلما ورد ذكر مدينة من مدن الشام الشمالية، وخاصة المدن الهامة الثلاثة: حماة - وطنه الأصلى -، وحمص، وحلب.
(٢) في الأصل: «أتز» أنظر ما فات هنا، ص ٩، هامش ٤
(٣) في (س): «عماد الدين إليها ليسلموها»، وما هنا يتفق ونص ابن الأثير (ج ١١، ص ١٩)
(٤) في (س): «عن إذنه» وما هنا يتفق ونص ابن الأثير.
(٥) في الأصل: «ماردين» وهو خطأ، والتصحيح عن: (س) و (ابن الأثير)؛ أنظر أيضا النص فيما يلى. وهى في (ابن الأثير، ج ١١ ص ٢٠): «بعرين»؛ والرسمان صحيحان، وإنما بعرين هو ما تستعمله العامة، وبارين تقع بين حماة وحلب، (ياقوت: معجم البلدان).

<<  <  ج: ص:  >  >>