ولما سارت الفرنج إلى الديار المصرية، ونازلوا ثغر دمياط - كما ذكرنا - (٧٣ ب) تقدم الملك العادل إلى ولده الملك الأشرف أن يدخل إلى بلاد الفرنج، ويغار إليها.
فرحل في عساكره إلى حمص، ودخل إلى بلاد الفرنج ليشغلهم عن محاصرة دمياط، فدخل إلى صافيثا، فحرّب ربضها، ونهب رستاقها، وهدم ما حولها من الحصون، ودخل إلى ربض حصن الأكراد، ونهبه، وحاصر القلعة حتى أشرفت على الأخذ، ثم نزل على بحيرة قدس في مقابلة الفرنج.
ولما وصله رسول الأتابك يدعوه إلى النجدة سارع إلى ذلك، وسار في عسكره الذين كانوا معه في الغارة، وبعث يستدعى باقى عساكره وحضر عنده عرب طىّ. وغيرهم، ووصل إلى حلب فنزل ظاهرها.
وحكى الصاحب كمال الدين بن العديم: أن عز الدين لما قصد البلاد أطمع الملك الأفضل أنه يملكه حلب طمعا أن يميل الأمراء بحلب إليه، لميلهم إلى الملك الأفضل، وكاتب جماعة من أمراء حلب، وكتب لهم التواقيع، ومن جملة من كاتبه علم الدين قيصر، وكتب له توقيعا بأبلستان.
واغتنم عز الدين والأفضل شغل قلب الملك العادل بالفرنج، ووافقهما الملك الصالح الأرتقى - صاحب آمد -.