عظيما، وحمل إليه شيئا كثيرا من الخيل والخيام والسلاح وغير ذلك، وتقرر بينهما أن الملك الأفضل يجىء في صحبة السلطان عز الدين، ويقصدون البلاد، وأن ما يفتحون من حلب وأعمالها يكون للملك الأفضل، ويكون في طاعة عز الدين، ويقيم الخطبة والسكة باسمه، ثم يقصدون بلاد الشرق التي بيد الملك الأشرف، مثل: حرّان، والرّها، وغيرها، ويكون ذلك لعز الدين، وجرت الأيمان بينهما على ذلك.
وجمعوا العساكر، وساروا فملكوا قلعة رعبان، فتسلمها الملك الأفضل، ومال الناس حينئذ إلى عز الدين، لميله إلى الملك الأفضل.
ثم ساروا إلى تل باشر، وبها فتح الدين بن بدر الدين دلدرم، وكان ملكها بعد أبيه بدر الدين - كما ذكرنا - فحصروه بها، وضيقوا عليه، وملكوها، فتسلمها عز الدين لنفسه، ولم يسلمها إلى الملك الأفضل، فنفرت نفس الملك الأفضل من ذلك، وفترت همته، وقال:«هذا أول الغدر»، وخاف أنه إن تسلم عز الدين حلب أن يأخذها لنفسه؛ ولا يحصل إلا على قلع الملك من أولاد أخيه، ونقله إلى الأجانب.
ونفر أيضا من هذا الفعل أهل البلاد، فإنهم كانوا فرحين بمملكة الملك الأفضل، فلما رأوا ضد ذلك خافوا.
وخاف الأتابك شهاب الدين طغريل أن يسلم أهل حلب البلد إلى الملك الأفضل لميلهم إليه، فكتب إلى الملك الأشرف بن الملك العادل يستدعيه لإنجاد ابن أخته الملك العزيز.