هذه السنة. ولما وصل إلى غزة نزل بها مخيما بتل العجول، وبعث ولاته إلى نابلس والقدس والخليل وغيرها [من الأعمال، فانزعج الملك الناصر لذلك وخاف منه خوفا شديدا (١)].
[١٣٩ ب] ذكر مفارقة الملك العزيز بن الملك العادل ابن أخيه الملك الناصر ومضيه إلى أخيه الملك الكامل
كان جماعة من الجند بقلعة بعلبك - في هذه السنة - قد تواطؤا على تسليمها إلى الملك العزيز عثمان بن الملك العادل صاحب بانياس، وأطلع صاحب بعلبك الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه على ذلك، فاعتقل بعضهم وقتل بعضهم - على ما حكى لى -، ولم يتم للملك العزيز ما أراد.
فقصد الملك العزيز بعلبك ونازلها وعزم على مضايقتها وأخذها من صاحبها.
وبلغ ذلك الملك الناصر صاحب دمشق فانزعج له، وشق عليه قصد عمه الملك العزيز الملك الأمجد، فإنه كان صديق والده ومنتميا إليه، فسير إليه رسولا يأمره أن يرحل عنه، فرحل عن بعلبك قهرا. وغضب الملك العزيز بسبب ذلك على الملك الناصر، ورحل إلى أخيه الملك الكامل. فسر بقدومه الملك الكامل، ووعده بتسليم بعلبك إليه، فأقام في خدمته ونزل في معسكره.
وفى هذه السنة جلس السلطان الملك العزيز غياث الدين محمد بن الملك الظاهر صاحب حلب في منصب أبيه الملك الظاهر، ورفعت إليه الشكاوى، فأجاب عنها وأمر ونهى، وكان قد ناهز سن البلوغ خمس عشرة سنة.
وأحضر الفقهاء عنده في ليالى الجمع يتكلمون في مسائل العلم بين يديه، ثم