للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرنا بعضه، فأصيب السلطان بموته، لأنه كان من أعظم أعوانه على ما يكابد من الشدائد، غير أنه كان قد تغير قلبه عليه في آخر وقت بسبب اشتغاله بمحاربة جيرانه، وخذلانه له في وقت الحاجة إلى مساعدته على ما هو بصدده من الجهاد.

واتفق أنه في ليلة الجمعة المذكورة أصيب السلطان أيضا بالأمير حسام (١) الدين محمد ابن عمر بن لاجين، وهو ابن أخته، فأصيب في تاريخ واحد بابن أخيه وابن أخته، وحمل حسام الدين إلى دمشق، ودفن في التربة الحسامية (١) المنسوبة إليه، من بناء والدته ست الشام بنت أيوب، وهى المدرسة الشامية (٢) ظاهر دمشق.

وفى الجمعة التي (٣) توفى فيها الملك المظفر توفى قاضى بلده أمين الدين أبو القاسم ابن حبيش، وذلك حادى عشر شهر رمضان، وكان أمين الدين هذا رئيسا جوادا عظيم القدر بحماة، وكان مشهورا عند الملوك.

ذكر استيلاء الملك المنصور ناصر الدين محمد

ابن الملك المظفر تقى الدين على حماة وبلادها

وتملك الملك العادل البلاد الشرقية

لما توفى الملك المظفر تقى الدين - رحمه الله - راسل الملك المنصور عمّه السلطان يخبره بأنه قام مقام أبيه فيما كان له من البلاد، وطلب منه شروطا نسبه السلطان بسببها إلى العصيان، وكاد أمره يضطرب، وطلب الملك الأفضل


(١) الأصل: «ناصر»، والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٥).
(٢) راجع ترجمة ست الشام أخت صلاح الدين، وأخبار التربة والمدرسة في: (النعيمى: الدارس في تاريخ المدارس، نشر جعفر الحسنى، ج ١، ص ٢٧٧ - ٣٠٠)
(٣) الأصل: " الذى " والتصحيح عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>