للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر فتح عكا]

ثم رحل السلطان إلى عكا فوصلها يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة - وخيّم بقربها وراء التل، ولما طلع الصبح من يوم الخميس مستهل جمادى الأولى ركب في عساكره، ووقف بازاء التل (١) مصمما على الزحف والقتال، وبينما هو يرتاد موضعا للنزال إذ خرج كثير من أهلها يتضرعون ويطلبون الأمان، فأمّنهم على أنفسهم وأموالهم، وخيّرهم بين الإقامة والظعن، فاختاروا الرحيل خوفا من المسلمين، وساروا عنها متفرقين، وحملوا ما أمكنهم حمله من أموالهم وتركوا الباقى على حالها، ودخل المسلمون يوم الجمعة ثانى جمادى الأولى البلد، واستولوا على ما فيه من الأموال والذخائر، واستنقذوا (٢) من كان بها من أسرى المسلمين، وكانوا أربعة [آلاف] (٣) أنفس.

وحضر القاضى الفاضل كنيستها العظمى، فرتّب فيها المنبر والقبلة، وأقيمت الجمعة، وهى أول جمعة أقيمت في الساحل بعد يوم الكسرة، وسلّم السلطان البلد إلى ولده الملك الأفضل نور الدين، وأعطى جميع ما فيه مما كان للداويّة (٤) من إقطاع وضياع للفقيه ضياء الدين عيسى الهكّارى.


(١) س (١٣ ب): «البلد».
(٢) هذه الكلمة ساقطة من س.
(٣) ما بين الحاصرتين عن س (١٣ ب) و (ابن شداد: السيرة اليوسفية، ص ٦٤).
(٤) س: «للداوية والاسبتارية» وما بالمتن هو الصحيح فهو يتفق ونص العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٨٦) و (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>