للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البحر، وكثر الوباء في أهل دمياط وضعفوا عن حفظها. فحينئذ هجم الفرنج البلد على غفلة من أهلها، واستولى الفرنج عليهم واسترقوهم، وجعلوا الجامع [٨٢ ب] كنيسة. واشتد طمع الفرنج [حينئذ (١)] في ملك الديار المصرية، وظنوا أنهم يملكون بملكها البيت المقدس وسائر [بلاد (٢)] الشام.

[ذكر بناء المنصورة ونزول الملك الكامل بها]

وحين جرى هذا الأمر الفظيع ابتنى الملك الكامل مدينة وسماها المنصورة (٣)، عند مفرق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط، الفاصل بينها وبين جيزتها (٤)، والآخر إلى أشمون طنّاح (٥) ومصبه في بحيرة تنيس (٦). ونزل فيها بعساكره وبنى عليها سورا على بحر النيل، وشوانى المسلمين في بحر النيل غربى المنصورة.

ونفدت كتبه إلى سائر الأقطار يستحث على وصول النجد اليه. وكان تملك الفرنج لثغر دمياط في العاشر من شهر رمضان من هذه السنة.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) عن بناء مدينة المنصورة زمن السلطان الكامل، انظر: (ابن أيبك، الدر المطلوب، ورقة ١٥٢)، المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٠١ - ٢٠٢)؛ أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٢٢)؛ حسنين ربيع (النظم المالية، ص ٧٠).
(٤) عن جيزة دمياط انظر ما سبق ص ١٦.
(٥) انظر ما سبق ص ١٧ حاشية ١.
(٦) في نسخة س «بحيرة المسلمين». وبحيرة تنيس هى بحيرة المنزلة حاليا وفى الشمال الشرقى منها كانت تقع مدينة تنيس على جزيرة تحمل اسمها. عن هذه البحيرة انظر: محمد بن أحمد ابن بسام المحتسب، أنيس الجليس في أخبار تنيس، نشر وتحقيق الدكتور جمال الدين الشيال في مجلة المجمع العلمى العراقى، ج ١٤ (١٩٦٧) ص ١٥١ - ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>