للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخاطب فيها بما تقشعر منه الجلود؛ وكان (١) يدعى النسب إلى أهل القصر، وأنه خرج منه طفلا صغيرا، ونشأ على الضلالة كبيرا (١)؛ وبالجملة فقد كفى الإسلام أمره، وحاق به مكره، وصرعه كفره».

[ذكر شىء من خبر عمارة وشعره]

كان عمارة بن على اليمنى من الشعراء الفحول المجيدين، ولم يكن شيعيا، وإنما كان فقيها على مذهب الإمام الشافعى - رحمه الله - وقتله وفاؤه وحسن عهده لمن أحسن إليه، وقد ذكر مباينته لمذهب القوم من قصيدة [يقول (٢)]:

أفاعيلهم في الجود أفعال سنّة ... وإن خالفونى في اعتقاد التشيّع

وذكر هو عن نفسه في كتاب صنفه (٣): أنه أقام بزبيد ثلاث سنين، يقرأ عليه (٤) مذهب الشافعى، قال: «ولى في الفرايض مصنف يقرأ باليمن»؛ وذكر أنه قدم مكة بعد ذلك في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، قال: «وفى موسم هذه السنة توفى أمير الحرمين الشريف هاشم بن قليتة (٥)، وولى ولده القاسم بن هاشم، وألزمنى السفارة عنه والرسالة منه إلى الديار المصرية، فقدمتها في شهر ربيع الأول


(١) هذه الجملة انفرد بها النص هنا، ولا توجد في (الروضتين).
(٢) ما بين الحاصرتين عن س. ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن المستشرق (Derenbourg) قد ذيل كتاب (النكت العصرية) لعمارة بمقتبسات عن عمارة وحياته وشعره نقلها عن المراجع التاريخية المختلفة، ومن بين هذه المقتبسات صفحات من (مفرج الكروب) وينتهى في نقله عن ابن واصل بهذا البيت من الشعر. انظر: (عمارة النكت العصرية، ص ٦٠٧ - ٦٢٩)
(٣) الاشارة هنا إلى كتابه «النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية».
(٤) النص في (النكت، ص ٢٣): «وأقمت في زبيد ثلاث سنين وجماعة من الطلبة يقرؤون عندى مذهب الشافعى والفرائض في المواريث».
(٥) حكم بين سنتى ١١٣٢ و ١١٥٤ م، وحكم ابنه القاسم بين سنتى ١١٥٤ و ١٦١١ م.
انظر: (Gerald de Gaury : Rulers of Mecca PP .٦٢,٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>