للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مسير جلال الدين بن خوارزم شاه

إلى كرمان لعصيان أهلها عليه

وفى جمادى الآخره من هذه السنه، بلغ جلال الدين أن نائبه بكرمان - وهو بلاق (١) حاجب - قد عصى عليه، ونزع يده من طاعته، وطمع في تملكها لبعد جلال الدين عنه واشتغاله بحرب الكرج وغيرهم. وأرسل إلى التتر يعرفهم قوة جلال الدين واستيلائه على كثير من البلاد، وأنه إن أخذ الباقى عظمت مملكته، وكثرت عساكره، «وسار إليكم واستعاد ما بأيديكم من البلاد».

وكان جلال الدين قد عزم على قصد خلاط وأخذها من الملك الأشرف، كما (٢) ذكرنا من مكاتبة الملك المعظم صاحب دمشق إليه بذلك، فصمم عزمه على ذلك وتوجه إليها. فلما بلغه ما فعله نائبه بكرمان عدل عن قصد خلاط، وسار يطوى المراحل، وقدم بين يده رسولا إلى نائبه بكرمان، وعلى يده الخلع ليطمئن [قلبه (٣)] ويأتيه وهو غير محتاط ولا مستعد للامتناع. فلما وصل إليه الرسول (٤) بذلك، علم أن ذلك مكيدة من جلال الدين لما يعرفه من عادته، فأخذ [النائب (٥)] ما يعز عليه، وصعد إلى قلعة حصينه فامتنع بها، وجعل من


(١) في نسخة س «بلان» والصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن الأثير، ج ١٢ ص ٤٥٤.
(٢) انظر ما سبق ص ١٧٤ - ١٧٥.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) في نسخة س «رسول جلال الدين».
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س للتوضيح وغير مذكور في ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٤٥٥) الذى ينقل عنه ابن واصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>