للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٦)

قطع من رسائل بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الديوان العزيز ببغداد في تعداد ماله من الأيادى على الخلافة العباسية، وخاصة إعادة الخطبة لها في مصر واليمن والمغرب

عن: (الروضتين، ج ١، ص ٢٤٣ - ٢٤٤) " والذى أجراه الله على يد المملوك من الممالك التي دوّخها، وسنن الضلال التي نسخها، وعقود الإلحاد التي فسخها، ومنابر الباطل التي رحضها، وحجج الزندقة التي دحضها، فلله عليه المنة فيه إذ أهلّه لشرف مشهده، وما فعله إلا لوجهه، ويد الله كانت عون يده، وإلا فقد قضت الليالى والأيام على تلك الأمور وما تحركت للفلك في قلعها نابضة، وغيرت الأحوال على تلك البدعة، وما ثارت لأفراسها رابضة، فثكر يد الله تعالى فيما أجراه على يده [٢٤٤] منها أن يجتهد في أخرى مثلها في الكفار وقد عاد الإسلام إلى وطنه، وصوحت من الكفر خضراء دمنه ".

ومن كتاب آخر للفاضل يذكر فيه إعادة صلاح الدين الخطبة بمصر للدولة العباسية يقول فيه:

" حتى أتى الدنيا ابن بجدتها، فقضى من الأمر ما قضى، وأسخط من لله في سخطه رضى، وجعل وجه لابسى السواد مبيضا، فأدرك لهم بثأر نامت عنه الهمم، ودوخت عليه الأمم، وشفى الصدور، وجاء بالحق إلى من غرّه بالله الغرور، واستبضع إلى الله تعالى تجارة لن تبور ".

<<  <  ج: ص:  >  >>