للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر سيرته

- رحمه الله -

كان [الملك الظاهر] في أول أمره عنده بطش شديد، وإقدام على سفك الدماء، ثم إنه قصر عن ذلك في آخر أيامه.

وكان حازما، عادلا، حسن السياسة، محبوبا عند رعيته، شهما، متيقظا، ضمّ شمل البيت الصلاحى لما استولى عمّه على الممالك، وأحسن إليهم، ولولاه كان تفرّق الشمل.

وكان محسنا إلى رعيته وأمرائه وأكابر دولته، أيّهم مات أقام ولده - ولو كان صغيرا - مقامه، وسلك في ذلك مسلك والده - رحمهما الله - وسلك مثل ذلك ولده الملك العزيز بعده، والملك الناصر بن الملك العزيز رحمهم الله أجمعين (١) وقدّس أرواحهم.

وكان ذكيا، فطنا، حسن النادرة؛ ومما يروى في ذلك: أن شرف الدين راجح [الحلىّ] (٢) بن إسماعيل الشاعر كان عنده ليلة ينادمه، فأخذ الملك الظاهر في مماجنته والعبث به.

وكان الحلّى قد سكر، فحرد من عبث الملك الظاهر به، فقال متهددا له بالهجو: «أنظم؟».


(١) النص في (س) مختلف اختلافا كبيرا، وهو هناك: «وأنهم لما مات أقاموا ولده الملك العزيز مقامه، وكان صغيرا، فلما كبر سلك مسلك والده - رحمه الله - وكان الملك الظاهر قد سلك مسلك أبيه الملك الناصر صلاح الدين رحمهم الله أجمعين».
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>