للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مارنه فجدعته، وتعدت إلى فيه ومرت بضرسه فقلعته، وخرجت من تحت فكه، ووقعت أخرى (١) في مشط رجله، فنفذت إلى إخمصه، وأخرى (١) في ركبته، وضرب بلت (٢) في جنبه، فكسر منه ضلعان، وقتلت جماعة من الرجالة والخيالة، ورجعت الفرنج خائبين، ليس فيهم إلا متخن بالجراح، وكل يوم ترد البشرى بموت مقدّم من جراحة أصابته.

ووردت البطاقة في ذلك اليوم بالبشرى، وخرج السلطان فما وصل إلى الكسوة إلا ورؤوسهم وأسراؤهم قد جئ بهم، ورجع منصورا مظفرا، ومات الهنفرى فذلّ العدو لموته، ثم سار السلطان إلى حصن بيت الأحزان، فأزعجهم وذعرهم، ثم عاد إلى دمشق.

ذكر مسير الملك المعظم

شمس الدولة فخر الدين توران شاه بن أيوب إلى مصر

ثم وجّه السلطان أخاه الملك المعظم شمس الدولة إلى الديار المصرية بمن (٣) ضعف من الأجناد لأنها كانت سنة جدب شديد، فرتب في بعلبك نائبا عنه، وودعه السلطان من مرج الصّفر، وذلك في أواخر ذى القعدة.

ولما ودّعه السلطان أغار على بلاد الفرنج، وقصد حصن بيت الأحزان، ورجع بالأسرى والغنائم، وخيم السلطان بمرج الشعراء، ثم انتقل إلى بانياس وخيّم بتل القاضى، وبلغت الخيم حدود بلاد العدو، وكان يركب كل يوم


(١) الأصل: " الأخرى "، والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢: ص ٦).
(٢) انظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ١٤٠، هامش ١).
(٣) الأصل: " عن "، والتصحيح عن الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>