للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده في الخيمة، وقدم له تحفا كثيرة، ثم أمر بضرب خيمة له بين ولديه:

الملك الأفضل، والملك الظاهر.

ثم وصل زين الدين يوسف بن زين الدين كوجك - صاحب إربل - فأكرمه السلطان، وأنزله عند أخيه مظفر الدين في الميسرة.

ذكر وصول رسول (١) الخليفة الإمام الناصر لدين الله تعالى

أمير المؤمنين إلى السلطان

[٣٥٢] وهو الشريف فخر الدين نقيب مشهد التبن ببغداد، وكان قدومه سادس عشر ربيع الأول (٢) من هذه السنة، ومعه حملان من النفط، وتوقيع بعشرين ألف دينار تقرض من بعض التجار على الديوان العزيز، وخمسة (٣) من الزرّاقين (٤) المتقنين صناعة الإحراق بالنار، فاعتدّ السلطان بكلما حضر، وشكر عليه الديوان، وردّ التوقيع عليه، وقال:

" كل ما معى من نعمة أمير المؤمنين، ولولا صرف أموال هذه البلاد للجهاد، لكانت محمولة إلى الديوان ".

وأركب الرسول مرارا، وأراه معارك القتال، حتى يشهد بما شاهد، وأقام عند السلطان مدة، ثم استأذن في العود، فعاد.


(١) الأصل: «رسل» والتصحيح يقتضيه السياق والمعنى.
(٢) س: «سادس عشرين شعبان»، وما هنا يتفق ونص العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٥٢).
(٣) س: «وجماعة»، وما هنا يتفق ونص العماد.
(٤) الزراق - والجمع زراقون - هو الذى يرمى النفط من الزراقة، وهى أنبوبة خاصة يزرق بها النفط (Dozy : Supp,Dict .Arab) وجاء في: (النعمانى: الجندية في الدولة العباسية، ص ١٥٤) أن النفط كان يرسل من أنابيب تجعل في السفن وتعرف في اليونانية باسم «سيفونية»، وتسمى عند العرب بالزراقات، تنبعث منها نار النفط بارعاد ودخان شديد فتحرق السفن.

<<  <  ج: ص:  >  >>