للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر نزول

الفرنج على الطور

ومحاصرتهم له، ثم رحيلهم عنه

ثم قصدت الفرنج الطور، فتقدموا إلى قلعته التي كنا ذكرنا بناء الملك العادل لها، وحصروها، وزحفوا إليها، وصعدوا إلى جبلها، حتى وصلوا إلى سور القلعة، وكادوا يملكونها، فاتفق أن بعض ملوكهم قتل، فعادوا عن القلعة وتركوها.

وأقامت جموع الفرنج بعكا إلى أن خرجت هذه السنة.

وفى هذه السنة عاد الشيخ صدر الدين بن حمويه من بغداد، وكان قد توجه إليها رسولا من الملك العادل إلى الخليفة الناصر لدين الله.

وكان صدر الدين هذا جليلا معظما عند الملك العادل، وكان أبوه الشيخ عماد الدين قدم إلى الشام في الأيام النورية، ففوّض إليه الشهيد نور الدين - رحمه الله - مشيخة الصوفية بالشام، وجعل إليه نظر الخانكاهات (١) بها، ولما مات صار ذلك بعده لولده (٢) صدر الدين.

وولد لصدر الدين أولاد نجباء من ابنة شهاب الدين بن شرف الدين (٧١ ب) ابن أبى عصرون، وهم: فخر الدين، وعماد الدين، وكمال الدين، ومعين الدين؛ تقدموا في الأيام الكاملية (٣) غاية التقدم (٣)، وسيأتى إن شاء الله شيء من أخبارهم.


(١) (ك): «الخانقهات».
(٢) عند هذا اللفظ تنتهي ص ١٨٣ ب في نسخة (س)، ثم ينقطع النص هناك ويبدأ الحديث عن موضوع آخر وبذلك تنتهي المقابلة بين نص الأصل هنا ونص نسخة (س).
(٣) هذان اللفظان ساقطان من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>