للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له السلطان - رحمه الله -:

" ها أنا أنتصر لمحمد صلى الله عليه وسلم ".

ثم عرض عليه الإسلام، فلم يفعل، فسلّ النّمجاه (١) [من وسطه] (٢) وضربه بها فحل كتفه، وأتم عليه من حضر من الخدم، وعجّل الله بروحه إلى النار، فسحب وأخرج من الخيمة، [٢٧٧] فلما رآه الملك، وقد أخرج على تلك الصورة لم يشك أنه يثنى به، فخاف وارتاع، واستحضره السلطان وطيّب قلبه، وقال:

" لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، وأما هذا فتجاوز حدّه، فجرى عليه ما جرى ".

ثم جمع السلطان الأسارى المعروفين إلى الناصح الغيدى (٣) ليحملهم إلى قلعة دمشق، فتسلمهم أصحاب الناصح، وأمرهم أن يأخذوا خط الصفى بن القابض في دمشق بوصولهم، ويحتاط عليهم، [ففعل ذلك] (٢)

ذكر فتح قلعة طبريّة

(٤) وبات الناس (٤) ليلة الأحد لأربع بقين من ربيع الآخر على أتم سرور، ترتفع أصواتهم بالحمد والشكر لله تعالى والتكبير حتى طلع الصبح من يوم الأحد، فتوجه السلطان إلى طبرية، وخيم بها، وراسل التومصية صاحبتها، فأجابت إلى التسليم، وطلبت الأمان لها ولمن معها، فأمنوا وسلمت الحصن، [بما فيه] (٢) وخرجت


(١) النمجاه - بالهاء - خنجر مقوس يشبه السيف القصير، وهو معرب اللفظ، الفارسى " نميجهـ " ويقال أيضا: " نمجا " و " نمجه " و " نمشا " " نمشه "، انظر: (DOZY : Supp .Dict .Arab) .
(٢) ما بين الحاصرتين عن س (١١ ب).
(٣) س: " الكندى ". والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٧٩).
(٤) مكان هذين اللفظين في س (١١ ب): " وبات السلطان رحمه الله ليلة الأحد هو والعسكر ".

<<  <  ج: ص:  >  >>