نسخة توقيع صادر عن السلطان صلاح الدين إلى أخيه الملك العادل أبى بكر بإقطاع بالديار المصرية، وبلاد الشام، وبلاد الجزيرة، وديار بكر، وذلك في سنة ٥٨٠ هـ بعد الانفصال من حرب الفرنج بعكا وعقد الهدنة معهم
نحمده على سبوغ نعمته، ونسأله أن يجعلنا من الداخلين في رحمته.
ثم نصلى على رسوله محمد الذى أيده بحكمته، وعصمه من الناس بعصمته، وأخرج به كل قلب من ظلمته؛ وعلى آله وأصحابه الذين خلفوه فأحسنوا الخلافة في أمته.
أما بعد، فإن فروع الشجرة يأوى بعضها إلى بعض لمكان قربه، ويؤثر بعضها من فضل شربه؛ ونحن أهل بيت عرف منا وفاق القلوب ودا، وإيثار الأيدى رفدا، وذلك وإن كان من الحسنات التي يكثر فيها إثبات الأقلام، فإنه من مصالح الملك التي دلت عليها تجارب الأيام، وكلا هذين الأمرين مشكورة مذاهبه، محمودة عواقبه، مرفوعة على رءوس الأشهاد مناقبه، وما من أحد من أدانينا إلا وقد وسمناه بعوارف يختال في ملابسها، ويسر في كل حين بزفاف