للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ما اتخذه العدو من آلات الحصار]

واتخذ العدو دبابة عظيمة يدخل تحتها خلق عظيم، وهى ملبسة بصفائح الحديد ولها من تحتها عجل تحرك بها من داخل، وفيها المقاتلة حتى ينطح بها السور، ولها رأس عظيم برقبة شديدة من حديد [وهى تسمى كبشا تنطح السور بشدة عظيمة] (١) لكثرة من يجرها، فتهدمه بتكرار نطحها.

واتخذ آلة أخرى، وهى قبو (٢) وفيه رجال تسحبها، ورأسها محدّد (٣) على شكل السكة التي يحرث بها، وأما رأس الكبش فمدور، فهذا يهدم بثقله، وتلك تهدم بحدتها وثقلها، وتسمى هذه السكة سفودا.

واتخذ أيضا ستائر وسلاليم هائلة كبار.

واتخذ في البحر بطشة هائلة، وفيها برج بخرطوم، فاذا أريد قلبه على السور انقلب بحيل هندسية ويبقى طريقا إلى المكان الذى تنقلب عليه، ليمشى عليه المقاتلة، وعزموا على تقريبه إلى برج الذبان ليأخذوه.


(١) النص في الأصل ناقص مضطرب وهو " من حديد شديدة عظيمة "، وقد صحح إلى ما بين الحاصرتين بعد مراجعة (ابن شداد: السيرة اليوسفية، ص ١٢٦) وس (١٠٤ ب)، وانظر أيضا (الروضتين، ج ٢، ص ١٦٢). وهذا شرح واضح لإحدى آلات القتال في تلك العصور، وهى " الكبش ".
(٢) بعد هذا اللفظ في الأصل جملة زائدة يضطرب بها المعنى فحذفناها، وهى: " وهى كبشا ينطح بها السور ".
(٣) الأصل: " محدود "، والتصحيح عن ابن شداد والروضتين وس.

<<  <  ج: ص:  >  >>