للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فولد له منها سيف الدين غازى وعز الدين مسعود وغيرهما، وكانت هذه المرأة يحل لها أن تظهر بخمسة عشر ملكا من أبائها وأجدادها وأخوتها وبنى أخوتها وأزواجها وأولادها وأولاد أولادها، وأشبهت من النساء في ذلك في الزمن القديم عاتكه بنت يزيد بن معاوية، فإنه كان يحل لها أن تظهر لثلاثة عشر خليفة ما بين أب وجد وأخ وابن أخ وولد أخ وزوج، وفى زمننا [٧٠] هذا ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب لم تمت حتى رأت من أولاد أخيها جماعة كبيرة كل منهم ملك على طرف من الأطراف.

[ذكر استيلاء نور الدين محمود بن زنكى على سنجار]

لما ملك قطب الدين الموصل كان أخوه نور الدين بحلب، وهو أكبر منه، فكاتبه بعض الأمراء وطلبوه إليهم، منهم المقدّم والد شمس الدين بن المقدّم، وكان دزدارا بسنجار (١) فسار نور الدين جريدة في سبعين فارسا من أكابر دولته، منهم الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذى، ومجد الدين أبو بكر بن الداية، فوصل إلى ماكسين (٢) في ستة أنفس في يوم شديد المطر، ولم يعرفه الذين بالباب، فأرسلوا إلى الشحنة، وأخبروه أنه وصل نفر من الأجناد كأنهم تركمان، فلم يتم القاصد كلامه حتى وصل نور الدين، فحين رآه الشحنة قبّل يده وخرج عن الدار، فنزلها نور الدين حتى لحق به أصحابه، فسار مجدا إلى سنجار، فوصلها وليس معه إلا نفر يسير، ونزل ظاهر البلد وألقى نفسه على محفورة صغيرة من شدة تعبه، وأرسل إلى المقدّم دزدار القلعة يعرفه بوصوله، وكان المقدّم قد استدعى من الموصل، لأن


(١) ذكر ياقوت أنها مدينة مشهورة من نواحى الجزيرة بينها وبين كل من الموصل ونصيبين ثلاثة أيام، وهى في لحف جبل عال وفى وسطها نهر جار.
(٢) بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة. (ياقوت: معجم البلدان).

<<  <  ج: ص:  >  >>