للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحضر ملوك الفرنجية ومقدميهم، وأجلس الملك كى (١) إلى جانبه، وأجلس البرنس إلى جانب الملك وفى نفسه وفاء نذره بقتله، جزاء له على غدره ومكره، فقرعه السلطان وأذكره ذنبه، وقال له: " كم تحلف وتنكث؟ " فقال الترجمان عنه:

" إنه [يقول] (٢) قد جرت بذلك عادة الملوك ".

وآنس السلطان الملك (٣) وحادثه، وأمر له بجلاّب (٤) مثلوج فشربه، وكان قد بلغ منه العطش مبلغا عظيما، ولما روى ناول الابرنس ارناط القدح، فشربه، فقال السلطان للملك: " لم آذن لك في سقيه الماء حتى لا يوجب ذلك أمانا له "؛ ثم أمر السلطان بمسيرهم إلى موضع عيّن لنزولهم، وركب السلطان، ولم ينزل (٥) إلى أن ضرب السرادق الذى له وركزت أعلامه، ثم عاد إلى سرادقه.

[ذكر مقتل ابرنس أرناط صاحب الكرك]

واستحضر السلطان الملوك، ولم يبق عنده أحد سوى الخدم، فأقعد الملك وجماعته في الدهليز، واستحضر البرنس خاصة، وواقفه على قوله، وكان - لعنه الله - لما غدر بالقافلة الموجهة [من] (٦) الديار لمصرية [إلى الشام] (٦) قال:

" قولوا لمحمدكم يخلصكم ".


(١) الأصل: «جفرى» وس (هنغرى) والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٧٩).
(٢) ما بين الحاصرتين عن س.
(٣) في س: «الملك جفرى» هو خطأ.
(٤) ذكر في (اللسان) و (الجواليقى: المعرب، ص ١٠٦) و (الملك المظفر يوسف بن رسول: المعتمد في الأدوية، ص ٧١) أن الجلاب هو ماء الورد، فارسى معرب، وفى (DOZY : Supp .Dict Arab)
أنه الماء ينقع فيه الزبيب (l'eau dans laquelle on a laisse tremper les raisains secs).
(٥) الأصل: " لم يزل " والتصحيح عن س.
(٦) ما بين الحاصرتين عن س (١١ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>