للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقى الدين محمود بن الملك المنصور - كما ذكرنا (١) - صحبة خاله الملك الكامل، وهو موعود بتسليم حماة إليه. وكان في صحبة الملك المظفر - لما خرج من الديار المصرية - الأمير حسام الدين أبو على بن محمد بن أبى على، وكان متقدما عنده [١٤٩ ا]، وهو الذى ذكرنا أنه ولاه الملك المظفر سلمية لما أضيفت إليه، وبنى له بها القلعة التي هى داخل البلد. وكان لما وصل العسكر إلى غزة، وقعت بينه وبين الملك المظفر أمور أوجبت المنافرة بينهما، ففارق حسام الدين الملك المظفر ومضى إلى مصر، فاتصل بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل، وهو نائب أبيه كما ذكرنا بالديار المصرية، وصار أستاذ داره وأخص الناس به. ولم تزل هذه منزلته عنده إلى آخر أيام الملك الصالح - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى. ولازم الملك المظفر ابن عم حسام الدين وهو سيف الدين على بن أبى على، وتقدم عنده كثيرا وألقى إليه مقاليده. ولم يزل عنده عالى المنزلة إلى أن جرى له ما سنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى (٢)]

ذكر وفاة الملك المسعود صلاح الدين يوسف

ابن السلطان الملك الكامل صاحب اليمن رحمه الله

ولما كان السلطان الملك الكامل محاصرا لدمشق ورد إليه الخبر بوفاة ولده الملك المسعود صاحب اليمن، فجلس للعزاء لابسا الحداد. وكان الملك المسعود مرض باليمن في هذه السنة مرضا شديدا، وكره المقام باليمن، وعزم على مفارقتها بالكلية والتوجه إلى الديار المصرية. فسار إلى مكة شرفها الله


(١) انظر ما سبق ص ٢٢٦.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>