قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للتعزية في وفاة والده نور الدين
عن:(أبو شامة: كتاب الروضتين، ج ١، ص ٢٣٠)" وأما العدو - خذله الله - فوراءه من الخادم من يطلبه طلب ليل لنهاره، وسيل لقراره إلى أن يزعجه من مجاثمه، ويستوقفه عن مواقف مغانمه، وذلك من أقل فروض البيت الكريم [٢٣١] وأيسر لوازمه.
أصدر هذه الخدمة يوم الجمعة رابع ذى القعدة، وهو اليوم الذى أقيمت فيه الخطبة بالاسم الكريم، وصرح فيه بذكره في الموقف العظيم، والجمع الذى لا لغو فيه ولا تأثيم، وأشبه يوم الخادم أمسه في الخدمة، ووفى مالزمه من حقوق النعمة، وجمع كلمة الإسلام عالما أن الجماعة رحمة، والله تعالى يخلد ملك المولى الملك الصالح ويصلح به وعلى يديه، ويؤكد عهود النعماء الراهنة لديه، ويجعل للإسلام واقية باقية عليه، ويوفق الخادم لما ينويه من توثيق سلطانه وتشييده، ومضاعفة ملكه ومزيده، وييسر منال كل أمر صالح، وتقريب بعيده إن شاء الله ".