للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر قوة الفرنج

بوصول الكندهرى إليهم وتحول السلطان إلى الخروبة

لما وقعت هذه الوقعة العظيمة وهن الفرنج وخافوا، فلو أن السلطان عاودهم القتال فيه مرة بعد أخرى لاستأصلهم وأطفأ جمرتهم لكن لما يختاره الله تعالى تهاون بهم، واشتغل عن قتالهم، فوصلت إليهم النجد [من البحر] (١)، وتقووا، وورد إليهم أضعاف من هلك منهم، ووصل إليهم كند عظيم - يعرف بالكندهرى - قد فرق الأموال واستخدم الرجال، وأنفق في عشرة آلاف راجل، وأظهر أنه يريد الخروج إلى لقاء عسكر الإسلام، فتحول السلطان إلى منزلة الخروبة ليوسع عليهم الدائرة، ونصب الكندهرى على عكا منجنيقات عدة، فأحرقها المسلمون، وقتل من الفرنج سبعون فارسا، وأسر عدة معروفون، ثم نصب منجنيقين آخرين (٢) فأحرقا أول شعبان، وأنكت (٣) فيهم العرب بالسرقة والنهب، وكذلك من بعكا من المسلمين.

ذكر مكاتبة ملك الروم بقسطنطينية للسلطان بالمودة

وإقامة الخطبة [له] (٤) ببلده

وكان بين السلطان وبين ملك الروم بقسطنطينية مراسلة ومكاتبة، وكان قد وصل منه رسول إلى الباب السلطانى - والسلطان [٣٦٢] إذ ذاك بمرج عيون - في جواب رسول كان أنفذه السلطان في تقريره القواعد وإقامة الخطبة في جامع القسطنطينية، وهو الجامع القديم الذى بنى في عهد بنى أمية، فمضى (٥) الرسول


(١) ما بين الحاصرتين عن س (١٠٢ أ).
(٢) س: «ثم نصب منجنيقات أخر».
(٣) الأصل: «وانكب»: والتصحيح عن س.
(٤) ما بين الحاصرتين عن س.
(٥) الأصل وس: «فأقام» والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢، ص ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>