للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«دعنا نتبعهم ونقاتلهم ونتركهم عبرة للمعتبر».

فقال لهم الملك العزيز:

«لا ترهبوهم واتركوهم يذهبوا أين شاءوا لعلنا نصفو من كدرهم، وهذا ليل، ولا يؤمن فيه الاختلاط، ولا يعرف الإنسان فيه صديقه من عدوه، والأولى الأخذ بالحزم والاحتياط».

وكان المفارقون للملك العزيز معظم العسكر.

وثبت الملك العزيز في معسكره بالفوّار ومعه خواص أصحابه على الخطر، وبات تلك الليلة ثابت الجأش والجنان، وما أظهر أسفا على فراق من فارقه من عسكره، واستدعى رسل الملوك الذين عنده وأجاب كلاّ منهم عن رسالته، وخلع عليهم وسرّحهم.

ذكرى رجوع الملك العزيز

بمن بقى معه من عساكره إلى الديار المصرية واستقراره بها

وأصبح الملك العزيز راحلا بمن بقى معه من عساكره إلى الديار المصرية، وسار إليها على تيقظ وتحفظ ويزكيّة (١)، وسلك طريق اللجون والرملة، وخاف من الأسدية المقيمين بالقاهرة أن يوافقوا أصحابهم الغادرين ويسلكوا سيرتهم في الغدر به، فقدّم بين يديه أمراء على النجب، وكان نائبه بالقاهرة الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدى، فبقى على الصفاء للملك العزيز وخلوص النيّة، وتبعه على ذلك من بقى من الأسدية، ووصل الملك العزيز إلى البلاد، وأمّن كل من


(١) اليزك لفظ فارسى، معناه: طلائع الجيش، انظر: (Dozy : Supp .Dict .Arab) .

<<  <  ج: ص:  >  >>