للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جميل أوصافه وحسنها أنه كان بطئ التلون بعيد التغير، (١) لم يتغير على أحد من أصحابه منذ ملك إلى أن قتل [إلا] بذنب عظيم يوجب التغير (١)، وأن الأمراء الذين كانوا معه أولا [هم الذين] (١) بقوا معه إلى آخر وقت، إلا من اخترمه الموت منهم، ولهذا كانوا ينصحونه ويبذلون نفوسهم له، وكان يخطب الرجال ذوى الهمم العالية، والآراء الصائبة، ويوسّع عليهم في أرزاقهم، فيسهل عليهم فعل الجميل، فلهذا كان إذا قدم إنسان عسكره لم يكن غريبا: إن كان جنديا اشتمل عليه الأجناد وأضافوه، وإن كان صاحب ديوان قصد أهل (٢) الديوان، وإن كان عالما قصد القضاة والفقهاء من أصحابه فيؤانسونه (٣) ويحسنون إليه.

ذكر ما كان من الملك ألب أرسلان الخفاجى (٤)

ولد السلطان بعد قتل عماد الدين

قد تقدم ذكرنا أن الملك ألب أرسلان بن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقى - الذى كان عماد الدين أتابكة - قتل نصير الدين في الموصل، وطمع في الاستيلاء على البلاد، وأن القاضى تاج الدين بن الشهرزورى خدعه حتى صعد


(١) ما بين الرقمين ساقط من س، وقد أضيف ما بين الحاصرتين ليستقيم به المعنى بعد مراجعته على: (الروضتين، ج ١، ص ٤٤).
(٢) في س: «أصحاب».
(٣) في الأصل: «فيواسونه»، وما هنا عن س (١١٠ ا) و (الروضتين، ج ١، ص ٤٤).
(٤) يذكر صاحب الروضتين (ج ١، ص ٤١) تصحيحا لهذا الاسم فيقول: «وقد وهم (أي ابن الأثير) في قوله: ألب آرسلان المعروف بالخفاجى، فالخفاجى غير ألب آرسلان على ما ذكره العماد الكاتب في كتاب السلجوقية، فانه قال: كان مع زنكى ملكان من أولاد السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، أحدهما يسمى ألب آرسلان وهو في معقل من معاقل سنجار، والآخر يسمى فرخشاه ويعرف بالملك الخفاجى وهو بالموصل. . . إلخ».

<<  <  ج: ص:  >  >>