للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى القلعة واعتقل بها، فلما قتل عماد الدين كان في صحبة الملك ألب أرسلان فركب واجتمعت العساكر عليه وخدموه، فأرسل الوزير جمال الدين الأصفهانى إلى الأمير صلاح الدين الياغيسيانى (١) يقول: «المصلحة أن نترك ما كان بيننا وراء ظهورنا - وكان بينهما مشاحنة - ونسلك طريقا تبقى به البلاد والملك في أولاد صاحبنا، فإن الملك ألب أرسلان قد طمع في البلاد، واجتمعت عليه العساكر، وإن لم نتلاف هذا الأمر في أوله ونتداركه في ابتدائه اتسع الخرق، ولم يمكن رقعه» (٢)

فأجابه صلاح الدين إلى ذلك، وحلف كل واحد منهما لصاحبه، فركب الوزير جمال الدين [٦٣] إلى الملك [ألب أرسلان] (٣)، وضمن له فتح البلاد، وأطمعه فيها ومعه صلاح الدين، وقالا له: «إن [عماد الدين] أتابك كان نائبا عنك في البلاد، وباسمك كنا نطيعه». فصدقهما، وقربهما طمعا في أن يكونا عونا له على تحصيل غرضه، وأرسلا إلى الأمير زين الدين على كوجك بن بكتكين صاحب إربل - وهو النائب عن عماد الدين بالموصل - يعرفانه قتل الشهيد عماد الدين، ويأمرانه أن يرسل إلى الأمير سيف الدين غازى بن زنكى وهو ولده الأكبر - وكان بشهرزور وهى إقطاعه من أبيه - ليحضر إلى الموصل ويملكها (٤)، ففعل زين الدين ذلك، وأرسل إلى سيف الدين واستقدمه، فقدم إلى الموصل وتسلمها (٤).

وكان نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكى لما قتل أبوه في العسكر (٥) أخذ خاتمه من يده، وسار إلى حلب فملكها، واتفق صلاح الدين الياغيسيانى - صاحب حماة - والوزير جمال الدين محمد بن على الأصفهانى على حفظ دولة ولد عماد الدين،


(١) في الأصل: «الباغيسانى»، أنظر ما فات، ص ١٠٤، هامش ٢
(٢) في س (١١٠ ا): «رفوه».
(٣) ما بين الحاصرتين عن س (١١٠ ب).
(٤) هذا اللفظ ساقط من س.
(٥) في س (١١٠ ب): «المعسكر».

<<  <  ج: ص:  >  >>