للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمكر بالملك ألب أرسلان السلجوقى، وحسّنا له الاشتغال بالشرب والمغنيات، وقال جمال الدين للملك [ألب أرسلان (١)]: «إن من الرأى أن تسيّر الصلاح إلى مملوكك نور الدين بحلب يدبّر أمره»، فأذن له [فسار (١)]، وبقى جمال الدين وحده مع الملك فأخذه وقصد [به (١)] الرقة، واشتغل فيها بشرب الخمر والخلوة بالنساء والمغنيات؛ وأراد أن يعطى الأمراء شيئا فمنعه خوفا أن تميل قلوبهم إليه، وقال (٢): «لهم منك الإقطاع الجزيل والنعم الوافرة».

وشرع جمال الدين يستميل العسكر (٣) ويحلفهم لسيف الدين غازى بن عماد الدين واحدا بعد واحد، وكل من حلف يأمره بالمسير إلى الموصل هاربا من الملك، وأقام الملك بالرقة عدة أيام، ثم سار إلى ماكسين، فتركه (٤) بها عدة أيام مشتغلا بلذاته عن طلب الملك، ثم سار به نحو سنجار، ولما استقر قدم سيف الدين بالموصل قوى جنان جمال الدين، ووصل هو والملك ألب أرسلان إلى سنجار، وأرسل إلى دزدارها وقال له: [٦٤] «لا تسلم البلد، ولا تمكن أحدا من دخوله، ولكن أرسل إلى الملك وقل له: «أنا تبع الموصل، فمتى دخلت الموصل سلمت إليك». ففعل الدزدار ذلك.

وقال جمال الدين للملك [ألب أرسلان]: «المصلحة أنا نسير إلى الموصل، فإن مملوكك غازى إذا سمع بقربنا منه خرج إلى الخدمة، فحينئذ نقبض عليه ونتسلم البلاد»، فساروا عن سنجار، وكثر رحيل العسكر إلى الموصل هاربين من الملك،


(١) ما بين الحاصرتين عن س.
(٢) كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج ١، ص ٤٧)، أما نص س (١١٠ ب فمختلف قليلا وهو: «. . . قال: فطلبوا الامرا من الملك ألب أرسلان مال (كذا)، قال: وجعل يقول للأمراء: لكم الاقطاع والنعم الوافرة».
(٣) في س: «قلوب العساكر».
(٤) في س (١١١ ا): «فنزل».

<<  <  ج: ص:  >  >>