للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء الملك الكامل على مدينة دمشق وتعويض

الملك الناصر بن الملك المعظم عنها الكرك وما معها من البلاد

ولما طالت مدة الحصار، ونفد ما في يد الملك الناصر من المال، علم الملك الناصر [بن الملك المعظم (١)] حينئذ أنه لا قبل له بعمه السلطان الملك الكامل، وأن الأصلح له الخروج إليه ليرى فيه رأيه. فخرج ليلا من قلعة دمشق في العشر الأخر من رجب من هذه السنة، وقصد جهة الدهليز في نفر يسير من أصحابه. ولما بلغ السلطان مجيئه، خرج إليه وتلقاه وأكرمه إكراما كبيرا. وتحدث معه وباسطه وطيب قلبه، بعد أن عاتبه عتابا كثيرا، ثم أمره بالرجوع إلى قلعة دمشق فعاد إليها.

ثم بعد يومين دخل إلى القلعة الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ من جهة السلطان الملك الكامل. وكان يوم الجمعة فصلى الجمعة بجامع القلعة، ثم خرج هو والملك الناصر إلى [عند (٢)] السلطان [الملك الكامل (٣)] فوقع الاتفاق والتحالف. وأقر الأمير عز الدين أيبك المعظمى على صرخد، والملك الصالح والملك العزيز وابن أخيهما الملك المغيث على ما بأيديهم. وقرر للملك الناصر داود الكرك والشوبك وأعمالهما، والصلت والبلقاء والأغوار جميعها، ونابلس، وأعمال القدس، وبيت جبريل. فنزل الملك الناصر [بعد ذلك (٤)] عن الشوبك وسأل السلطان قبولها منه، فقبلها. وبقى للسلطان الملك الكامل مع الشوبك


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>