كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة - ذكر وفاة القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله تعالى - ج: 5 - ص: 89

ذكر وفاة القاضى بهاء الدين بن شداد

رحمه الله تعالى (١)

[وورد على الملك العزيز الخبر بوفاة القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله.

وهو يوسف بن رافع بن تميم، وإنما اشتهر بالنسبة إلى شداد (٢)]. وكانت وفاته - رحمه الله - يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر من هذه السنة، وكان عمره نحو ثلاث وتسعين سنة؛ لأن مولده - رحمه الله - سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (٣).

وصحب السلطان الملك الناصر صلاح الدين، وكان قاضى عسكره ومن أجل أصحابه. ولما توفى الملك الناصر صلاح الدين كان [عمر القاضى بهاء الدين ابن شداد إذ ذاك (٤)] نحو خمسين سنة. ثم عاش بعده نحو ثلاث وأربعين سنة، [عند إبنه الملك الظاهر، ثم عند إبن إبنه الملك العزيز محترما مكرما، متوليا الحكم في جميع ممالك حلب، ومرجوعا إلى رأيه ومشورته في أمر الملك.

ونال من المنزلة والحرمة والمكانة ونفاذ الكلمة ما لا أعرف أن معمما في عصرنا هذا ناله.

وبنى بحلب مدرسة عظيمة بالقرب من داره، ووقف عليها وقفا جليلا.

وبنى إلى جانب المدرسة دارا لسماع حديث النبى صلى الله عليه وسلم] (٥). [وأوقف

---

(١) عنوان الخبر ساقط من نسخة م ومثبت في س، وعن ترجمة بهاء الدين بن شداد، انظر ابن خلكان، ج ٢ ص ٣٥٤ - ٣٦٠.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى س «وفى هذه السنة توفى القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله».
(٣) في نسخة س «تسع وستين وخمسمائة» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من م، انظر ابن خلكان، ج ٢، ص ٣٥٤
(٤) ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س وفى م «عمره»
(٥) ورد ما بين الحاصرتين مختصرا وبنفس المعنى في س، والصيغة المثبتة من م.