للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها أيضا وقفا كثيرا، وبنى موضعا لتربته بين دار الحديث والمدرسة متصلة بدار الحديث ولها شباك إلى المدرسة (١)]. ورتب مقرئين يقرؤن القرآن في التربة في حال حياته، واستمروا كذلك بعد وفاته. وكان ولى مشيخة دار الحديث الإمام (٢) العلامة نجم الدين بن الخباز الموصلى (٣) شيخنا - رحمه الله. وكان [نجم الدين (٤)] فريد عصره في المذهب والخلاف والأصولين وغير ذلك من الفنون (٥). وكان القاضى بهاء الدين يذكر بنفسه الدرس في مدرسته، فلما أسن [١٨٨ ب] وضعف عن ذكر الدرس، بقى المعيدون [في كل يوم (٦)] يقرأ عليهم في المدرسة العلم، ولا يذكر أحد درسا بالمدرسة إلى أن توفى.

وكنت بحلب سنة سبع وعشرين وسنة ثمان وعشرين وستمائة، وكان الأمر جاريا على ذلك. وكانت الربعة تحضر في كل يوم فيقرأ [منها (٧)] ما تيسر ثم يدعو الداعى له ولا يذكر له لقبا بل يقول: «وارض عن واقف هذه البنيه، راجى رحمة ربه الكريم، يوسف بن رافع بن تميم (٨)». [وكان قد غلبت عليه النسبة إلى شداد،


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى م «وجعل بين المدرسة ودار الحديث مكانا يدفن فيه»، وفى ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج ٢، ص ٣٥٦) أنه جعل للتربة «بابان باب إلى المدرسة وباب إلى دار الحديث وشباكان إلى الجهتين وهما متقابلان».
(٢) في نسخة س «وكان ولى تدريس دار الحديث للشيخ الإمام» والصيغة المثبتة من م.
(٣) عن الإمام نجم الدين بن الخباز، انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٤، ص ٣١١، ٣١٤
(٤) ما بين الحاصرتين للتوضيح من س.
(٥) في نسخة س «في الحديث والفقه والأصولين والخلاف وغير ذلك من العلوم» والصيغة المثبتة من م.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٨) في نسخة س «وارض عن بان هذه البنيه أو واقف هذه البنية، الفقير إلى رحمتك يوسف ابن رافع بن تميم» والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>