للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعد مدة سير السلطان الملك الكامل خلعة للملك الناصر بغير مركوب، وسير عدة خلع لأمراء الدولة، وسير مع رسول آخر خلعة للملك الصالح بن الملك الظاهر صاحب عين تاب على أن يمضى بالخلعة (١) إليه إلى عين تاب [١٩٥ ب] فاستشعرت الصاحبة وأرباب الدولة من ذلك. وحصل عند الصاحبة وحشة [عظيمة (٢)] من أخيها الملك الكامل بسبب ذلك؛ فاتفق رأى الجماعة على أن لبس الملك الناصر خلعة الملك الكامل، ولم يخلع على أحد من الأمراء شيء مما سير إليهم، وردوا الرسول الوارد إلى الملك الصالح بخلعته، ولم يمكنوه من الوصول إليه. واستحكمت الوحشة في قلوبهم من الملك الكامل (٣).

[ذكر اتفاق الملوك على مباينة الملك الكامل]

قد ذكرنا استيحاش الملوك من الملك الكامل لما قصد بلاد الروم. (٤) ولما كانت هذه السنة وجرى ما ذكرناه من موت الملك العزيز [صاحب حلب] (٥) وما جرى من الملك الكامل من إشارته بتقديم الملك الصالح بن الملك الظاهر على عسكر حلب، وإنفاذ الخلع إلى الأمراء بها، واستيحاش [الصاحبة] (٦) والدة الملك العزيز [وأرباب الدولة (٧)] من ذلك، راسل السلطان الملك الأشرف أخته الصاحبة بحلب [والجماعة (٨)] على أن تكون كلمتهم واحدة على الملك الكامل، وأنهم يتفقون على منعه من


(١) في نسخة م «على أن يمضى الخلعة»، والصيغة المثبتة من س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٣) عن هذه الوحشة انظر أيضا، ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٢٦؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٤.
(٤) انظر ما سبق ص ٧٧
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة م ومثبت في س.
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>