للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النزول إلى الشام، وأن يقتصر على الديار المصرية، وعلى أن يكاتبوا السلطان علاء الدين [كيقباذ] (١) صاحب الروم ليكون معهم على ذلك.

وكان المؤكد لهذا الأمر عند الملك الأشرف والمحسّن له أن يباين أخاه الملك الكامل بعد ما كان بينهما من الاتفاق العظيم، أنه تتابعت عليه من أخيه الملك الكامل أفعال كثيرة أوجبت ضيق صدره، وكان يغض على نفسه (٢) ويحتملها؛ من ذلك أنه أخذ منه بلاده الشرقية حين أعطاه مدينة دمشق (٣)، وأخذ من مضافات (٤) دمشق مواضع متعددة. [واتفق مع ذلك ما ذكرنا (٥) من استيلاء علاء الدين سلطان الروم على بلاد خلاط منه وهى مملكة عظيمة تقارب مملكة مصر (٦)]. فضاق ما بيد الملك الأشرف جدا (٧). وكان الملك الكامل ينزل


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٢) في نسخة س «وكان يعرض على نفسه»، ولعله تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م، وكذلك ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٢٦)، وورد هذا الخبر مختصرا في المقريزى، السلوك، ج ١ ص ٢٥٤.
(٣) في نسخة س «من ذلك أنه أخذ من بلاده الشرقية حين أعطاه مدينة دمشق شىء كثير»، والصيغة المثبتة من م.
(٤) في نسخة س «مناصفات» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٥) انظر ما سبق ص ٩٨.
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٧) ذكر ابن أيبك الدوادارى (الدر المطلوب، ج ٧ ص ٣١٧ - ٣١٨) معلومات هامة عن أسباب الخلف بين الأشرف والكامل هى: (وفيها وقع الخلف بين الأشرف والسلطان الكامل؛ وذلك أن الملك الأشرف استخدم الخوارزمية الذين كانوا في عسكر السلطان جلال الدين وقويت شوكته، فسير طلب من السلطان الرقة. وكان الملك الكامل لما عزم على أخذ الروم قال أسد الدين صاحب حمص للأشرف: «متى أخذ الروم تعبنا به، وبقينا بين يديه يقلبنا كيف شاء»، فاتفقا عليه. وفهم الكامل منهما ذلك فعجل في عودته إلى مصر حسبما تقدم من الكلام وبعث الأشرف يقول له: «أخذت الشرق منى وأعطيته لولدك وقد افتقرت، وايش هى دمشق إلا بستان ومالى فيها رزق». فبعث إليه الكامل بعشرة آلاف دينار فردها الأشرف عليه وقال: «أنا أعطى هذه لأمير عندى». فغضب الكامل وقال: «إيش يعمل الأشرف بالملك؟ تكفيه عشرته للمغانى وتعليمه صناعتهم». فبلغ ذلك الأشرف فقال: «والله لأعرفنه قدره») انظر أيضا سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>