للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه السنة قتل الأمير شهاب الدين محمود (١) بن بورى بن طغتكين صاحب دمشق، وذلك في ليلة الجمعة [٥٠] لثلاث بقين من شوال، قتله [ثلاثة من غلمانه] (٢): البقش، ويوسف الخادم، والفراش الخركاوى (٣)، وصبيحة قتله وصل أخوه الأمير جمال الدين محمد بن بورى، وملك دمشق، وقام بتدبير دولته الأمير معين الدين أنر (٤)، مملوك جده طغتكين.

[ذكر استيلاء عماد الدين زنكى على بعلبك]

كان السبب في ذلك أن شهاب الدين محمودا (٥) لما قتل بدمشق حزنت عليه أمه زمرد خاتون حزنا شديدا، فحملت عماد الدين على قصد دمشق والطلب بثأر (٦) ولدها شهاب الدين، فتحرك لقصد دمشق، فاستعد معين الدين بدمشق، واستكثر


(١) حكم دمشق من سنة ٥٢٩ إلى سنة ٥٣٣؛
أنظر: (Zambaur,Op .Cit . P. ٣٠)
(٢) في الأصل وفى س: «غلامه» وما هنا عن: (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢٦) فان النص فيا يلى يقتضيه.
(٣) فصل (ابن القلانسى، ذيل تاريخ دمشق، ص ٢٦٨ - ٢٦٩) الحديث عن قتل شهاب الدين محمود بن بورى وعن قتلته، وقد آثرنا نقل حديثه هنا للايضاح، قال: «وفى يوم الجمعة الثالث والعشرين من شوال من السنة في غداته ظهرت الحادثة المدبرة على الأمير شهاب الدين محمود بن تاج الملوك بن ظهير الدين أتابك، وقتله في فراشه وهو في نومه في ليلة الجمعة المذكورة، بيد غلمانه الملاعين. البغش الأرمني الذى اصطنعه وقربه إليه واعتمد في أشغاله عليه، ويوسف الخادم الذى وثق به في نومه لديه، والخركاوى الفراش الراقد حواليه. . . وكان هؤلاء الثلاثة النفر الجناة الملاعين يبيتون حول سريره، وتحققوا نومه ووثبوا عليه فقتلوه في فراشه على سريره، وصاح فراش آخر كان معهم فقتلوه أيضا، ودبروا أمرهم بينهم وأخفوا سرهم بحيث خرجوا من القلعة، وظهر الأمر، وطلب البغش لعنه الله فهرب ونهب بيته، ومسك الآخران فصلبا على سور باب الجابية. . . إلخ».
(٤) في الأصل، وفى س، وفى ابن الاثير: «أنز» والصحيح ما أثبتناه هنا، وهكذا ضبطه الذهبى. انظر: (النعيمى، الدارس في تاريخ المدارس، نشر جعفر الحسنى، ج ١، ص ٥٨٨).
(٥) في الأصل «محمود».
(٦) أنظر تفصيل ذلك في (ابن القلانسى، ص ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>