خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى ديوان الخلافة ببغداد يعتذر له عن تأخر الكتب، ويذكر له خبر صاحب قسطنطينية وصاحب صقلية من ملوك النصرانية من الروم والفرنج
عن:(القلقشندى: صبح الأعشى، ج ٦، ص ٥١٥ - ٥١٦)
سلام الله الأطيب، وبركاته التي يستدرّها الحضّر والغيّب؛ وزكواته التي ترفع أولياءه إلى الدّرج، ونعمه التي لم تجعل على أهل طاعته في الدين من حرج - على مولانا سيد الخلق، وسادّ الخرق، ومسدّد أهل الحق، ولابس الشعار لأطهر سوادا، ومستحقّ الطاعة التي أسعد الله من خصّه بها بدءا ومعادا، ومولى الأمة الذى تشابه يوم نداه وبأسه إن ركض جودا أو جوادا؛ وواحد الدهر الذى لا يثنّى وإليه القلوب تثنى، ولا يقبل الله جمعا لا يكون لولائه جمع سلامة لا جمع تكسير، ولا استقبال قبلة ممن لا تكون محبته في قلبه تقيم واسمه في عمله إلى الله يسير، مولانا أمير المؤمنين، وعلى آبائه المالئى الأرض عدلا، الملاء أهلا وفضلا، والضاربين فيصلا والقائلين فصلا، ومن تقول الجنة لأهلها بهم أهلا، المخصوصين بالعناية الإلهية، الحاكمين فكلّ أمة بطاعتهم مأمورة وعن معصيتهم منهية، والمشرفى الأسارير على أسرّة الشرف فكم ملأت البهو مناظر هم البهية.
المملوك يخدم الحرم الشريف باحترامه، والفناء الكريم بإعظامه؛