للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذو غرّة ما سمت والليل معتكر ... إلا تمزق عن شمس الضحى الحجب

أفعاله كاسمه في كل حادثة ... ووجهه نائب عن وصفه اللقب

ومدحه آخر (١) بقصيدة أولها:

أقوى الضلال وأقفرت عرصاته ... وعلا الهدى وتبلجت قسماته (٢)

وانتاش دين محمد محموده ... من بعد ما غلبت (٣) دما عبراته

ردّت على الإسلام عصر شبابه ... وثباته من دونه، وثباته

[٧٣] أرسى قواعده ومدّ عماده ... صعدا وشيّد سوره سوراته

وأعاد وجه الحق أبيض ناصعا ... أصلاته، وصلاته، وصلاته

وفى هذه السنة توفى معين الدين أنر القيّم بتدبير دولة مجير الدين آبق بن محمد - صاحب دمشق -.

[ذكر فتح أفامية]

وفى سنة خمس وأربعين وخمسمائة سار نور الدين محمود بن زنكى - رحمه الله - إلى حصن أفامية - وهو للفرنج - فقاتل من به، وضيّق عليهم، فاجتمع الفرنج وساروا نحوه ليرحلوه عنه، فلم يصلوا إلا وقد ملكه وملأه ذخائر وسلاحا ورجالا وجميع ما يحتاج إليه، فلما بلغه سير الفرنج رحل عنه، وقد فرغ من أمره، وسار للقائهم، فحين رأوا قوة عزمه، وأن الحصن قد ملك، عدلوا عن طريقه، ودخلوا بلادهم.


(١) هو الشاعر أحمد بن منير. أنظر: (الروضتين، ج ١، ص ٦٠).
(٢) الأصل: «نسماته» والتصحيح عن المرجع السابق.
(٣) كذا في الأصل، ولعلها «هملت».

<<  <  ج: ص:  >  >>