للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عزّ الدين جرديك النورى نائبا عن الملك العزيز بالقدس، فبذل له الملك الأفضل (١) إقطاعا، وطلب منه تسليم القدس فسلّمه إليه، فسلّم الملك الأفضل (١) باتفاق منه ومن الملك العادل إلى حسام الدين أبى الهيجاء السمين، وسار معهما إلى الديار المصرية.

ولما علم الملك العادل باستقرار ابن أخيه الملك العزيز (٦ اب) بالديار المصرية، سرّه ذلك، إذ لم يكن في الباطن يختار إزالة ملكه، وكان شديد الميل إليه والمحبة له، وسار الملك العادل على سكون وهدوء إلى أن وصل في مدة مديدة.

ذكر نزول

الملك العادل والملك الأفضل (٢) على بلبيس محاصرين لها

ووصل الملك العادل والملك الأفضل (٢) بعساكرهما ومن انضم إليهما من الأسدية والأكراد إلى الديار المصرية، ونازلوا بلبيس وبها جموع الصلاحية، وكان نزولهم عليها وزيادة النيل قد بلغت منتهاها، واحتمت البلاد بما غمرها من الماء، وغلا السعر وتعذرت الأقوات، والصلاحية بها مستظهرون، وقد اشتدت مئونة الأسدية والأكراد، وكثرت غراماتهم، وظهر ندمهم على ما فعلوا، وعرف الملك العادل أن المصلحة الشاملة في الصلح وانتظام الشمل، فبعث يستدعى القاضى الفاضل ليتفق معه على ما فيه صلاح ذات البين.


(١) هذا سطر ساقط من نسخة (ك).
(٢) هذه الفقرة ساقطة من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>