للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبيل إلى عسقلان، بالرجال والآلات والعدد، والعدد المتواصل المدد، ورتّب فيها ولده الأفضل عليّا (١) لحمايتها، وحفظ ولايتها، وقلّد ولده العزيز عثمان ولاية مصر ومملكة أقاليمها، لتهذيب أحوالها وتقويمها».

ولما نزل السلطان إلى الغور ودّعه القاضى الفاضل، وتوجّه إلى مصر، ثم تحوّل السلطان إلى صحراء بيسان، وأقام بها إلى مستهل ذى الحجة.

[ذكر ظهور جماعة من الشيعة بمصر]

وثار في هذه السنة في القاهرة إثنا (٢) عشر رجلا من الشيعة ليلا، ونادوا:

«يآل على. يآل على»، وسلكوا الدروب ينادون، ظنا منهم أن رعية البلد يلبون دعوتهم، ويخرجون معهم، فيعيدون دولة أهل القصر، ويخرجون من هو محبوس منهم، ويملكونه البلد، فلم يلتفت أحد [٣٢٩] من الناس إليهم، ولا أعارهم سمعه، فلما رأوا ذلك تفرقوا خائفين.

وكوتب السلطان بذلك وهو على محاصرة صفد، وكان على بابه جماعة من وفود المصريين (٣) فأهمه هذا الأمر وأزعجه، وتبرم بمن على بابه منهم، وقال: " إلى متى نتحمل منهم هذا؟ "، وهمّ بطردهم من بابه وردعهم، ودخل عليه القاضى الفاضل فأخبره بذلك، فقال:

" يجب عليك أن تشكر الله على هذه النعمة، فقد عرفت بهذا الأمر طاعة رعيتك، أليس لم يلب دعوتهم أحد وأنه لم يكن لهم من يمدهم؟ فطب بذلك نفسا (٤)، وتحقق زيادة منزلتك عند الله تعالى ".


(١) الأصل: «عليها»، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٢) الأصل: " اثنى ".
(٣) الذى ذكره العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٣٨) أن الوفد الذى كان بباب السلطان كان يتكون من جماعة من أولاد الوزراء المصريين والأمراء المقدمين.
(٤) بعد هذا اللفظ في س (٨٥ ب): " وقر عينا " والنص هنا يتفق ونص العماد.

<<  <  ج: ص:  >  >>