للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يبق إلا تركيب خنازيرها (١) فيها، فرويت له الخبر المشهور في الصحاح، وبشرته بمقتضاه، وهو قوله عليه السلام:

" عينان لا تمسهما النار: عين [باتت] (٢) تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله ".

[فلقد رأيته وقد سر سرورا عظيما] (٣).

وكتب السلطان إلى الديوان العزيز كتابا بالإنشاء العمادى مبشرا بفتح الكرك والشوبك وصفد وكوكب، يقول فيه:

" وقد خلص [لنا] (٤) جميع مملكة القدس وحدّها في سمت مصر من (٥) العريش، وعلى صوب الحجاز من الكرك والشّوبك، ويشتمل على البلاد الساحلية إلى منتهى أعمال بيروت، ولم يبق من هذه المملكة إلا صور، وفتح أيضا جميع أعمال أنطاكية ومعاقلها التي للفرنج والأرمن، وحدّه (٦) من أقصى أعمال جبلة واللاذقية إلى بلد ابن لاون، وبقيت أنطاكية بمفردها، والقصير من حصونها، ولم يبق من البلاد التي لم تفتح أعمالها ولم تحل عما كانت عليه سوى طرابلس، فإنها لم يفتح منها إلا مدينة جبيل، فقد سحبت عليها المهلة الذيل، ومعاقلها باقية، وليس لها من عذاب الله الواقع واقية، والخادم الآن على التوجه إليها، وعزم النزول عليها، وأنه قد رتب الجانب القبلى والبلد المقدسى، وشحن الثغور من حد


(١) كذا في الأصل، وعند ابن شداد؛ ولعلها «جنازيرها» وقد قال دوزى إن جنزير مأخوذة من «زنجير» الفارسية، ومعناها السلسلة.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة: (الروضتين، ج ٢، ص ١٣٥).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
(٤) زيادة موضحة عن (الروضتين، ج ٢، ص ١٣٧)، وفى س: " وقد خلصنا ".
(٥) الأصل: " من سمت مصر إلى العريش " والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٣٧).
(٦) الأصل: «وهذه»، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>