للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سيرته رحمه الله] (١)

كان رحمه الله ملكا جليلا شجاعا مقداما، شديد البأس مهيبا، وكانت مملكته ما بين حمص وعريش مصر، وكان عسكره قريب ثلاثة آلاف (٢) فارس، ولم يكن عند أحد من إخوته جند مثلهم، في فرط تجملهم وحسن زيهم.

وكان بهذا العسكر القليل يقاوم أخويه الملك الكامل والملك الأشرف ويباريهما.

وكان الملك الكامل يخافه لما يتوهمه من ميل عسكر مصر إليه ومحبتهم له، ولما يعلمونه من قيامه بأمر الجند وعنايته بهم. وكان الملك الكامل - مع أن عسكره كان يناهز إثنى عشر ألفا (٣) وسعة ملكه - لا يجسر على الخروج إلى الشام، ويظن أنه إن خرج [إلى الشام (٤)] إنحاز أكثر عسكره (٥) إلى الملك المعظم، وحيل بينه وبين الديار المصرية، [وكان والله الأمر كذلك] (٦)؛ فكان لذلك يداريه ويهادنه في الظاهر، وكان الملك المعظم مع ذلك يدارى أخاه الملك الكامل ويخطب له على منابر بلاده، ولا يذكر إسمه معه [في غالب أوقاته] (٧)، ويضرب السكة باسمه، وكذلك يدارى أخاه الملك الأشرف.


(١) ما بين الحاصرتين غير مذكور في نسخة س، وعن ترجمة الملك المعظم عيسى انظر: ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٧١ - ٤٧٢؛ ابن خلكان، وفيات، ج ١ ص ٣٩٦ - ٣٩٧؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٢٤ - ٤٣١.
(٢) في نسخة س «من أربعة آلاف».
(٣) في نسخة س «مع أن عسكره ما يزيد على اثنى عشر ألف فارس».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «انحاز عسكره أو معظمه».
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>