ومرض زين الدين يوسف بن زين الدين [٣٦٨] على كوجك في المعسكر السلطانى، وكان استأذن في الرواح إلى بلده، فلم يؤذن له، فاستأذن في الانتقال إلى الناصرة، فأذن له، فأقام أياما، ثم توفى - رحمه الله - في الثامن والعشرين من شهر رمضان من هذه السنة، وحزن عليه الناس حزنا شديدا لشبابه وغربته، وكان كريما أريحيا، فاحتاط أخوه مظفر الدين كوكبورى على ما خلّفه، وقبض على جماعة من أمرائه واعتقلهم.
[ذكر استيلاء مظفر الدين على إربل وبلادها واستيلاء الملك المظفر على ما كان بيد مظفر الدين]
ثم طلب مظفر الدين من السلطان أن يضم إربل وبلادها، وأن يضاف إليه ولاية شهرزور، وأنه ينزل عن حرّان والرّها وسميساط والموزر (١)، وخدم بخمسين ألف دينار نقدا، فأجيب إلى ذلك، واستمهل إلى حين وصول الملك المظفر بجنده، ليكون في منزلته.
ولما كان يوم الأحد ثالث شوال وصل الملك المظفر، فأضيف إليه ما استرجع من مظفر الدين من الأعمال، ثم أمر السلطان أن يكتب منشور بإربل وبلادها لمظفر الدين، وكتاب إلى صاحب الموصل، منه:
" لا شك في إحاطة العلم بانتقال زين الدين إلى جوار الله تعالى ومقر رحمته، مجاهدا في سبيله، شاكرا لنعمته، وهو من السعداء الذين أنزل الله فيهم:
(١) توجد بعد هذا اللفظ في الأصل كلمة: " وحمل " ولا ضرورة لها؛ والنص عند ابن شداد (الروضتين، ج ٢، س ١٦٤): " والموزر، ويجعل كل ما في يده من الأعمال في الموفر، ويخدم بخمسين ألف دينار. . . الخ ".