خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى الخليفة ببغداد، يبشره بفتح بلد من بلاد النوبة لذلك، وانهزام ملكها بعساكره
عن:(القلقشندى: صبح الأعشى، ج ٦، ص ٥١٢ - ٥١٥)
صلوات الله التي أعدها لأوليائه وذخرها، وتحياته التي قذف بشهبها شياطين أعدائه ودحرها، وبركاته التي دعا بها كل موحد فأجاب، وانقشع بها غمام الغمّ وظلام الظّلم فانجاب عن أنجاب، وزكاته التي هى للمؤمنين سكن، وسلامه الذى لا يعترى الموقنين في ترديده حصر ولا لكن. على مولانا عاقد ألوية الإيمان، وصاحب دور الزمان، وساحب ذيل الإحسان، وغالب حزب الشيطان، الذى زلزلت إمامته قدم الباطل، وحلت خلافته ترائب الدهر العاطل، واقتضت سيوفه ديون الدّين من كل غريم ماطل، وأمضت غرب كل عزم للحق مفلول، وأطلعت غارب مجم كل هدى آفل، وشفعت يقظات استغفاره إلى غافر ذنب كلّ غافل؛ وعلى آبائه الغاية والمفزع، والملاذ في وقت الفزع، والقائمين بحقوق الله إذ قعد الناس، والحاكمين بعدل الله إذ عدم القسطاس، والمستضيئين بأنوار الإلهام الموروثة من الوحى إذا عجز الاقتباس، والصابرين في البأساء والضراء وحين الباس؛ خزّان الحكم، وحفّاظها، ومعانى النّعم، وألفاظها، وأعلام العلوم المنشورة إلى يوم القيامة، وكالئى السروح المنتشرة من كلا (١) سديد الإمامة؛ ومن لا ينفذ سهم
(١) كذا في الأصول مضببا عليه، وفى الضوء «المنتشرة بين الإمامة».