للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الهدنة مع الفرنج]

وأقام الملك العادل يوالى الغارات على الفرنج، ويقصدهم بنفسه وجموعه مرة بعد أخرى، إلى أن أضجرهم وأسأمهم، فراسلوه في طلب الصلح، فأجاب إليه، وحلّف أمراء عسكره لهم، وأنفذ إلى مقدمى الفرنج من استحلفهم (١).

واستقرت الهدنة ثلاث سنين، وأمن الناس شرّهم، ورجع الملك العادل إلى دمشق، وتفرقت الجند [جميعها إلى بلادها] (٢).

ذكر وفاة

عماد الدين صاحب سنجار

وقيام ولده قطب الدين محمد مقامه

وفى هذه السنة توفى عماد الدين زنكى بن مودود بن زنكى - صاحب سنجار ونصيبين والخابور -، وكان شهما شجاعا.

فملك هذه البلاد بعده ولده قطب الدين محمد، وقام بتدبير مملكته مملوك والده مجاهد الدين يرنقش (٣).

وعزم ابن عمه (٤) نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكى - صاحب الموصل - على قصد نصيبين وأخذها من قطب الدين، وكان الحامل


(١) (س): «الفرنح وملوكهم فحلفهم».
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(٣) (ك): «برنقش»، وس: «يرنقش».
(٤) (ك): «عمه»، أما (س) فالنص فيها «وعزم نور الدين».

<<  <  ج: ص:  >  >>