للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يسلم من الخيالة إلا من نزع عنه لباسه ورمى نفسه في البحر، وأخذ الباقون أخذا باليد، واقتحم المسلمون البحر على بعض المراكب فخسفوها وأغرقوها؛ وولت بقية المراكب هاربة، وصار العدو - لعنه الله - بين قتيل وأسير وغريق؛ واحتمى ثلاثمائة فارس في رأس جبل (١)، وأخذت خيولهم، ثم قتلوا وأسروا وأخذ المسلمون من الآلات والمتاع والأسلحة ما لا يملك مثله، وأقلع الأسطول عن الثغر يوم الخميس مستهل المحرم سنة سبعين وخمسمائة.

ذكر خروج الكنز (٢) بالصعيد ومقتله (٣)

هذا الكنز هو رجل من مقدمى المصريين، كان قد انتزح إلى أسوان وأقام بها، فلم يزل يدبر أمره، ويجمع السودان عليه، وأوهمهم أنه يملك البلاد،


(١) في (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٥): «تل».
(٢) كنز الدولة هذا هو نفس كنز الدولة حاكم أسوان المذكور سابقا (مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٢٩، هامش ١) والذى أرسل إلى صلاح الدين ينبثه بثورة الجنود السودانيين الفاطميين الفارين من الشمال بالصعيد، مما دفع صلاح الدين إلى إرسال جيوشه لإخضاع هؤلاء الثائرين وفتح بلاد النوبة وشمال السودان، والكنوز أصلا بطن من القبيلة العربية «ربيعة»، استقروا حول أسوان وفى بلاد النوبة، ثم اختلطوا مع النوبيين وتزوجوا منهم، و «كنز الدولة» لقب منحه لأول مرة الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله لحاكم النوبة في عهده أبو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن على عند ما ظفر بالثائر أبى ركوة الفار إلى بلاده وأرسله إلى الحاكم، وكان آخر من لقب منهم بهذا اللقب كنز الدولة هذا المعاصر لصلاح الدين، قال (المقريزى: البيان والإعراب، ص ٥٠): «ولم تزل الإمارة معهم، وكلهم يعرفون بكنز الدولة، حتى كان آخرهم كنز الدولة، فقتله الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سابع صفر سنة ٥٧٠ عندما خالف على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وجمع لحربه، وقتل أخا أبى الهيجا السمين، ودعا للأمير داود بن العاضد، وكان قتله على مدينة طود بعد حروب شديدة»، وبنو كنز، أو الكنوز، هم سلالة هؤلاء العرب بعد اختلاطهم مع النوبيين، وكانت لهم السيطرة التامة على الصعيد الأعلى في العصر المملوكى، ولا زالت قبيلة الكنوز تعيش حتى اليوم في المنطقة الواقعة بين أسوان وكروسكو» أنظر أيضا: (المقريزى: اتعاظ الحنقا، مخطوطة سراى، ص ٦٠ ب) و (TRIMINGHAM : Islam in the Sudan, P. ٦٨) و (CASANOVA : Les Derniers Fatimides).
(٣) هذا العنوان غير موجود في س

<<  <  ج: ص:  >  >>