للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السلطان الملك الناصر صلاح الدين - رحمه الله - نازلا بعسكره على فاقوس، فلما وصل (١) إليه الخبر يوم الثلاثاء ثالث نزول العدو على جناح طائر، استنهض (٢) العسكر إلى الثغرين (٣): الاسكندرية ودمياط، احترازا عليهما واحتياطا، واستمر القتال، وقدمت الدبابات، وضربت المنجنيقات، وزاحمت السور إلى أن صارت منه بمقدار أماج [البحر، وأهاج الدور] (٤) وصبر أهل البلدة، ولم يكن عندهم من العسكر إلا قليل.

ورأى الفرنج من شجاعة أهل الإسكندرية وحسن سلاحهم ما راعهم، وتواصلت الأمداد إليهم.

وفى اليوم الثالث (٥) فتح المسلمون باب البلد، وخرجوا على غفلة، وركب من كان هناك من الأمراء؛ وخرجوا من الأبواب وكثر الصياح من كل جانب؛ وتكاثروا على الفرنج، فأحرقوا الدبابات المنصوبة، وصدقوا عندها القتال؛ وأنزل الله سبحانه نصره على المسلمين، واتصل القتال إلى العصر من يوم الأربعاء - وهو رابع يوم نزولهم - وقد فشل الفرنج وفتر قتالهم (٦)، واحترقت آلات قتالهم، واستمر القتل فيهم؛ ودخل المسلمون إلى البلد لقضاء فريضة الصلاة، وهم على نية المباكرة؛ والعدو على نية الهرب، ثم كبسوهم المسلمون بغتة عند قرب اختلاط الظلام، فهاجموهم [١٧٥] في خيامهم، فتسلموها بما فيها وقتلوا من الرجالة ما لا يحصى.


(١) س: «فوصل».
(٢) س: «فاستنصر».
(٣) س: «الثغر من».
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن (الروضتين، ١، ص ٢٣٥) وهى زيادة ضرورية لفهم النص.
(٥) س «وفى اليوم الرابع من نزولهم فتح باب البلد، وخرجوا على غفلة من الفرنج».
(٦) س «وبقين هناك قبالهم» وهذا مسخ للمعنى يدل على أن كاتب نسخة س كان مجرد ناسخ، وأنه كان ينسخ دون فهم في معظم الأحيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>