للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة ست عشرة وستمائة]

والملك الأشرف مقيم بظاهر حلب، يدبر أمر جندها وإقطاعاتها، والملك الكامل صاحب مصر في مقابلة الفرنج ومحاربتهم، والفرنج محدقون بثغر دمياط محاصرون له، وقد ضاقت بهم الأمور، وقلت عندهم الأقوات، والفرنج يزحفون إلى البلاد ليلا ونهارا لا يفترون عن مقاتلتهم، وكتب الملك الكامل ورسله متواصلة إلى إخوته وغيرهم من الملوك في طلب النجدة.

ولما وصلت رسل الملك الكامل إلى أخيه الملك الأشرف في طلب النجدة (١)، كان (٢) مقيما بحلب لتدبير أمورها - كما ذكرنا - ولا يفعل شيئا من ذلك إلا بمشاورة الأتابك شهاب الدين طغريل. وبدا من الأمراء المصريين بحلب تخزل في أمر الملك الأشرف (٣)، وكرهوا أمره ونهيه في حلب، وخافوا من إستيلائه عليها، وانتقامه منهم بسبب ميلهم إلى الملك الأفضل. وبلغه عنهم أشياء عزموا عليها من التوثب وهو ثابت لذلك كله.

ولما وصلته رسل أخيه تطلب منه إنجاده على الفرنج، اجتمع رأيه على تسيير الأمراء الذين علم منهم أنه يضمرون الغدر به. فسيرهم نجدة للملك الكامل وهم مبارز الدين بن خطلخ، ومبارز الدين سنقر الحلبى، وابن


(١) عند هذا اللفظ تبدأ المقابلة مع نسخة س، انظر ما سبق ص ١٥ حاشية ٢.
(٢) في نسخة س «وكان» والصيغة المثبتة من م.
(٣) وردت هذه الجملة في نسخة س كما يلى «ولما رأى الأمراء المصريين بحلب في أمر الملك الأشرف وأمره ونهيه» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>