خطاب بقلم العماد الأصفهانى مرسل من صلاح الدين إلى الديوان العزيز ببغداد يصف فيه انتصاراته في حطين وعكا، واستيلاءه على معظم مدن الساحل وهو يتهيأ لاستعادة بيت المقدس (أبو شامة: الروضتين، ج ٢، ص ٨٩، عن العماد)
«ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون.
الحمد لله على ما أنجز من هذا الوعد، وعلى نصرته لهذا الدين الحنيف من قبل ومن بعد، وجعل بعد عسر يسرا، وقد أحدث الله بعد ذلك أمرا، وهوّن الأمر الذى ما كان الإسلام يستطيع عليه صبرا، وخوطب الدين بقوله:
«ولقد مننّا عليك مرّة أخرى»، فالأولى في عصر النبى - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، والأخرى هذه التي عتق فيها من رقّ الكآبة فهو قد أصبح حرا، ربّان الكبد الحرّى، والزمان كهيئته استدار، والحق ببهجته قد استنار، والكفر قد ردّ ما كان عنده من المتاع المستعار.
فالحمد لله الذى أعاد الإسلام جديدا ثوبه، بعد أن كان جذيذا حبله، مبيضا نصره، مخضرّا نصله، متسعا فضله، مجتمعا شمله.
والخادم يشرح من نبأ هذا الفتح العظيم والنصر الكريم ما يشرح صدور المؤمنين، وليمنح الحبور لكافّة المسلمين، ويورد البشرى بما أنعم الله به من يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر إلى يوم الخميس منسلخة،