للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلك سبع ليال وثمانية أيام حسوما، سخّرها الله على الكفار، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز تخل خاوية، وإذا رأيت ثمّ رأيت البلاد على عروشها خالية ورأيتها إلى الإسلام ضاحكة كما كانت من الكفر باكية.

فيوم الخميس الأول فتحت طبرية.

ويوم الجمعة والسبت نوزل الفرنج فكسروا الكسرة التي ما لهم بعدها قائمة، وأخذ الله أعداءه بأيدى أوليائه أخذ القرى وهى ظالمة.

وفى يوم الخميس منسلخ الشهر فتحت عكا بالأمان، ورفعت بها أعلام الإيمان، وهى أمّ البلاد، وأخت إرم ذات العماد.

وقد أصدر هذه المطالعة وصليب الصلبوت مأسور، وقلب ملك الكفر الأسير بجيشه المكسور مكسور، والحديد الكافر الذى كان في يد الكفر يضرب وجه الإسلام قد صار حديدا مسلما يعوق خطوات الكفر عن الإقدام، وأنصار الصليب وكباره وكلّ من المعمودية عمّدته والدير داره قد أحاطت به يد القبضة وغلّق رهنه فلا تقبل فيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة.

وطبرية قد رفعت أعلام الإسلام عليها، ونكصت من عكا ملّة الكفر على عقبيها، وعمرت إلى أن شهدت يوم الإسلام وهو خير يوميها، وقد صارت البيع مساجد يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر، وصارت المذابح مواقف لخطباء المنابر، واهتزت أرضها لموقف المسلم فيها وطالما ارنجت لموقف الكافر، فأما القتلى والأسرى فإنها تزيد على ثلاثين ألفا.

وأما فرسان الداوية والاسبتارية فقد أمضى حكم الله فيهم، وقطع بهم سوق نار الجحيم ورحل الراحل منهم إلى الشقاء المقيم، وقتل الابرنس كافر الكفّار، ونشيدة النار، من يده في الإسلام كما كانت يد الكليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>